ضمن فعاليات الموسم الثقافي لقسم العلوم التربوية والنفسية اقام القسم ندوة بعنوان :

إدمان الانترنت وتأثيراته الصحية والنفسية والاجتماعية

حاضر في الندوة عدد من تدريسيي القسم وهم كل من :

 أ.م.د. ابتسام حسين فياض

 م.م. لندا طالب امين

 م.م. ميسم رعد يوسف

 تناولت الندوة مفهوم الانترنت وبداية ظهوره وفوائده الكبيرة للجنس البشري وتزايد اعداد مستعمليه لاسيما في عصرنا الحالي عصر الهواتف الذكية واجهزة الحواسيب المتطورة الامر الذي ادى الى ظهور ما يعرف بـ (إدمان الانترنت): ويعني اضطراب التحكم في الاندفاعات في استعمال الانترنت بدون هدف مقصود، حيث لا يستطيع مدمن الانترنت مقاومة رغبته في الاتصال بالشبكة وتظهر عليه اعراض اضطرابيه في حالة التوقف او التقليل من استعمالها.

إدمان الانترنت مرض عصري حقيقي تم اثباته من قبل عدد من الدراسات العلمية في دول العالم المختلفة ابرزها دراسة حديثة اجريت في جامعة هونغ كونغ، بينت ان عدد مدمني الانترنت بلغ 420 مليون مدمناً اي ما يعادل  6% من سكان العالم وقد يبدو للبعض أن هذه النسبة ضئيلة نوعاً ما ولكنها في الواقع تبلغ ثلاثة أضعاف معدلات مدمني ألعاب القمار في العالم.

        وتطرقت الندوة للأسباب الرئيسة لإدمان الانترنت ومن هم اكثر الاشخاص عرضة للإدمان:

1) السرية في طرح الاسئلة والحصول على المعلومات.

2) الراحة لتوافره في اماكن كثيرة  ولا يتطلب تقديم اي مبررات من أجل استعماله.

3) الهروب يوفر الانترنت فرصة للهروب من الواقع إلى واقع بديل، ويستطيع كل إنسان أن يتبنى لنفسه هوية مختلقة وأن يحصل عن طريقها على كل ما ينقصه في الواقع اليومي الحقيقي.

هذا بالإضافة الى الملل والفراغ والوحدة والبطالة والمغريات الكثيرة التي يوفرها الانترنت للأفراد حسب ميولهم واهتماماتهم تعد اسباباً اخرى لإدمان الانترنت.

اكثر الاشخاص عرضة لإدمان الانترنت؟

حسب نتائج الدراسات التي اجريت في هذا المجال فان اكثر الاشخاص عرضة لإدمان الانترنت اصحاب حالات الاكتئاب والشخصيات القلقة واغلبهم من المتماثلين للشفاء من حالات ادمان سابقة،  فضلاً عن الاشخاص الذين يعانون من الملل، والوحدة او التخوف من تكوين علاقات اجتماعية مع الاخرين في الواقع، والباحثين عن المتعة، والاشخاص الذين يمتلكون قدرة خاصة على التفكير المجرد بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الانترنت.

فضلاً عن التطرق لأعراض الادمان:

  1. زيادة عدد الساعات أمام الانترنت بنحو مطرد تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسهِ و هذه بداية ادمان الانترنت، والعجز عن تخفيضها، وعدم الاحساس بالوقت عند استعمال الإنترنت.
  2. التوتر و القلق الشديدين في حالة وجود أي عائق للاتصال بالأنترنت قد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت مدة الابتعاد عن الاتصال بالشبكة، والاحساس بسعادة بالغة وراحة نفسية عند استعمالها وهذه ذروة ادمان الانترنت .
  3. التحدث عن شبكة الإنترنت في الحياة اليومية بنحو متواصل، وترقب دائم للمدة القادمة لاستعمال للإنترنت.
  4. استعمال الشبكة عند الإحساس بالحيرة والعجز أمام المشكلات، أو عند الشعور بالذنب أو القلق أو الاكتئاب، واستمرار استعمالها على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل فقدان العلاقات الاجتماعية، والتأخر في العمل.
  5. الاستيقاظ من النوم بنحو مفاجئ والرغبة بفتح البريد الإلكتروني أو رؤية قائمة المتصلين في المسنجر.

وتطرقت الندوة  لمجالات إدمان الإنترنت حسب نتائج الدراسات التي تمت في هذا المجال:

أولاً: وسائل التواصل الاجتماعي     ثانياً: مواقع الدردشة والمنتديات          ثالثاً: المواقع الاخبارية

رابعاً: المواقع المنافية للآداب   خامساً: عمليات البحث في الإنترنت    سادساً: ألعاب الإنترنت التي تماثل ألعاب الفیدیو

   كما تناولت الندوة  التأثيرات السلبية لإدمان الإنترنت عن طريق الاشارة للأضرار الصحية، والنفسية، والاجتماعية.

   وخلصت الندوة بعدة توصيات وتوجيهات، وكالآتي:

  • لا بد ان يدرك ارباب العمل اهمية تحديد وقت محدد لاستعمال الإنترنت ومراقبة استعماله من موظفيهم؛ وذلك بهدف ضمان الاستعمال الأمثل للإنترنت في مكان العمل وبالنتيجة ضمان الجودة والإنتاجية، فضلاً عن انتباههم لضرورة سؤال الموظفين الذين يظهرون ارتفاعاً مفاجئ في مستوى التعب او التغيب عن العمل فيما اذا كانوا يظلون مستيقظين الى وقت متأخر من الليل بسبب الإنترنت.
  • ضرورة ان ينتبه المروجون لاستعمال الإنترنت وكذلك السياسيون والتربويون الذين يشجعون على زيادة استعمال الإنترنت، الى الطبيعة الإدمانية، المحتملة لهذه التكنولوجيا الثورية؛ لذلك لا بد من زيادة الوعي بالتطبيقات العديدة للإنترنت وكيفية استعمالها، ليكون لديه فكرة واضحة ومتوازنة لمميزات وعيوب الإنترنت.
  • ينبغي لوسائل الإعلام بجميع عناصرها ان تمارس دور فاعل في التوعية والتذكير بالجوانب السلبية المحتملة لها.
  • لا بد للأسرة بنحو عام ولا سيما اهل المدمنين ان يهتموا بالآتي:
  • 1- إحاطة الأبناء بالحب والحنان، وتكوين علاقة صداقة بين الوالدين والابناء، فضلاً عن مساعدتهم على حل مشكلاتهم.
  • 2- إشراكهم بمهام الأسرة كي يشعرون بمسؤولية نحو أسرهم.
  • 3- تشجيع ومساعدة الابناء على الخروج الى الحدائق العامة وزيارة المتاحف والمراكز الثقافية والمكتبات.
  • 4- ابداء التعاون بين البيت والمدرسة لحل مشاكل الأبناء قبل استفحالها، اذ قد يلجؤون للأنترنت لحلها.
  • 5- وضع أهمية للعمل والدراسة أولاً ثم الإنترنت، فضلاً عن تحديد ساعات الدخول على الإنترنت.
  • 6- توجيه الأبناء الوجهة السليمة لاستعمال الإنترنت وتوعيتهم لذلك، وتجنب إهمال الابناء مع الإنترنت لئلا تسيطر عليهم تلك المواقع التي أثارها سلبية اكثر مما تكون ايجابية.
  • 7- تجنب تناول الطعام امام الانترنت.
  • 8- تجنب اخذ الاجهزة الالكترونية الى غرف النوم، فضلاً عن تنظيم ساعات النوم على الاقل( 8 ) ساعات في اليوم.
  • 9- ممارسة الرياضة البدنية للمحافظة على رشاقة الجسم.
  • 10- اخذ حمام دافئ يوميا وان تعذر غسل اليدين والوجه بعد استعمال الحاسوب للتخلص من الاشعاعات.
  • 11- تجنب استعمال الشدة مع المدمنين على الإنترنت.

هذا وحضر الندوة عدد من تدريسيي القسم.

IhcoeduAuthor posts

Avatar for ihcoedu

كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) - College of Education for Pure Science (Ibn Al-Haitham)

Comments are disabled.