نظم قسم علوم الحياة في كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) محاضرة بعنوان ( المخاطر الصحية والبيئة لغبار الارصفة في بيئة المدن العراقية) حاضر فيها التدريسي في القسم (أ.د. ابراهيم مهدي عزوز) على قاعة الندوات في القسم بحضور عدد من تدريسيي القسم وطلبة الدراسات العليا فيه.
وتهدف المحاضرة الى عرض نتائج الدراسة التي قام بها المحاضرة حول تأثير غبار الارصفة على صحة المواطن في المدن العراقية.
وتضمنت المحاضرة البحث في عدة محاور في موضوع ( المخاطر الصحية والبيئة لغبار الارصفة في بيئة المدن العراقية) والتي أستندت الى نتائج عدة دراسات طبقت في مدينة بغداد وعدة مدن عراقية في محافظات مختلفة وذلك بتطبيق تقنيات فصل جزيئات التربة وتشخيص نوعية الجزيئات بأستعمال مجهر الاستقطاب والمجهر الالكتروني الماسح EMS وجهاز أشعة الحيود وتشتيت الطاقة RXD و EDS، وشملت هذه المحاور مايلي:
التعريف بماهية غبار الارصفة وكيفية تشكلة في بيئة المدينة وعلاقته مع المخلفات البلدية الصلبة ومتبقياتها ودراسة التركيب الجزيئي والكيميائي والميكروبي لهذه الجزيئات ونسبة الجزء المتحول منها الى ذرات غبار عالق أو متراكم في أجواء النظام البيئي للمدن ومدى مساهمتها في رفع مستويات تلوث الهواء بالغبار بكل انواعه.
المحور الثاني تناول تأثير المحتوى المعدني لهذه الجزيئات من المعادن الثقيلة و خاصة الخطره منها على الصحة العامة مثل عناصر الرصاص والكادميوم والالمنيوم والقصدير والنحاس والخارصين وغيرها، أذ بينت نتائج الدراسات تشخيص أكثر من 12 عنصر من هذه العناصر.
المحور الثالث تضمن توضيح آلية التأثير المرضي والبيئي المتوقع للجزيئات الدقيقة من مكونات غبار الارصفة المتحولة الى غبار عالق على صحة الكائنات الحية وسكان المدن ، عرض نتائج تعريض حيوانات تجارب (الفأر الابيض) الى هذه الجزيئات ، أذ بينت نتائج التجارب أن هذا التعريض أحدث تأثيرات على مستوى سلوك حيوانات التجربة وتأثر الوزن ومستوى التغذية والصحة العامة، وكذلك تأثيرات نسيجية متباينة في أنسجة الانف والفم والبلعوم والرئات والحويصلات الرئوية بدرجات متفاوته عند التعريض المباشر والتأثير التراكمي أو المزمن.
المحور الرابع تناول التأكيد على المحتوى المكروبي للجزيئات الدقيقة من غبار الارصفة من بكتريا وفطريات مرضية على الجزء الاعلى والاسفل من الجهاز التنفسي ، أذ أظهرت نتائج الدراسات الميدانية للباحث وطلبته ومساعديه وجود انواع مختلفه من هذه الكائنات المرضية مما يزيد من خطورة هذه الملوثات .
أما المحور الخامس للندوة فتضمن توضيح دور وأهمية الغطاء النباتي وتنوع الانواع النباتية في المعالجة الحيوية وترسيب الغبار وتخفيف نسبه وكذلك سحب ومراكمة العناصر الثقيلة الملوثة لأجواء المدن التي شملتها الدراسات الميدانية، وضرورة أخضاع عملية تشجير هذه المدن وتوزيع النباتات فيها الى ضوابط بيئية يراعى فيها تشخيص نوعية التلوث وطبيعة مصادره وطبعية المنطقة جغرافيا وكثافة عدد السكان ووسائط النقل ونوعية المصانع وغيرها من عوامل التأثير على النظام البيئي.
وتضمن الجزء الاخير من المحاضرة فقد تضمن وضع عدة توصيات الى الجهات المختصة من جامعات أو مراكز أبحاث ودوائر مهتمة بحماية البيئة ، أومؤسسات تختص بأدارة النفايات وعمليات التنظيف والخدمات البلدية متمثلة بأمانة العاصمة ودوائر البلدية في المحافظات والمدن العراقية، تبين كفية الوسائل والحلول التي تساهم في تطبيق قواعد الاصحاح البيئي والعمل على توفير بيئة نظيفة وآمنه للجميع.
