ضمن الموسم الثقافي لقسم الفيزياء في كلية التربية للعلوم الصرفة ابن الهيثم ، اقيمت محاضرة بعنوان التوأمة المفهوم والأهداف القاها الأستاذ الدكتور سمير عطا مكي على قاعة المناقشات في القسم بحضور السيد معاون العميد ا.م.د كريم علي جاسم وعدد كبير من التدريسيين وطلبة الدراسات العليا . 



واستعرض المحاضر ما يمر به التعليم العالي في الوطن العربي من تحولات مصيرية في مختلف مجالات الحياة وميادينها حيث يعيش وضعيات تاريخية صعبة ومعقدة التكوين تدفعه خارج مدار الدور الحضاري الذي يجب أن يحققه فهناك فيض متدفق من المشكلات والتحديات التي يواجهها التعليم العالي والجامعي في العالم العربي.هذه التحديات المصيرية والأكراهات الحضارية التي تحاصر التعليم العالي تنأى به عن دوره الحضاري والتنويري الفاعل في عصر العولمة والميديا،فالتعليم العالي يعاني كبقية المؤسسات المجتمعية حالة تصدع في بنيته ودوره ووظيفته وقدرته على المناورة والمشاركة والتأثير في الحياة المجتمعية في اتجاه النقلة الحضارية لمجتمعات   محاصرة بالتخلف والتدهور ومدانة بالقصور.     

                

ان أنشاء برنامج توأمة الجامعات في عام 1922 كان الهدف منه اقامة التعاون بين الجامعات مع التشديد على أهمية نقل المعارف بين وتعزيز التضامن الأكاديمي في شتى أنحاء العالم.       
حيث ان مفهوم التوأمة الجامعية يشير الى التعاون بين الجامعات وهو العامل الأول على نشر المودة والأخاء بين أبناء                                                             البشر مهما اختلفت حضاراتهم ومذاهبهم في عالمنا الحالي.  
فالرؤية هي توأمة وشراكة علمية مع الجامعات العالمية الرائدة، أما الرسالة فتتمثل في تعزيز التعاون العلمي والتقني مع الجامعات والمراكز العلمية المتقدمة من خلال اتفاقيات توأمة تسهم في الأرتقاء بجامعتنا الى مصاف الجامعات العالمية 

أهمية التوأمة بين الجامعات

أولا: الرفع من نوعية برامج الجامعات العراقية وبرامج الأعداد لتكون مماثلة للجامعات المتطورة أكاديميا واداريا
ثانيا: الأستفادة من برنامج الأستاذ الزائر، من الخبرات العالمية وأيضا لتكون متبادلة من خلال توجيه أعضاء هيئة    التدريس الى جامعات محددة لأنجاز سنة التفرغ العلمي ضمن  استراتيجية معدة للبحوث والبرامج لضمان جودة البحوث ومناسبتها لجامعتنا.
ثالثا: تبادل الخبرات في معايير الأداء والتقويم المتبعة في الجامعات العالمية للرفع من معايير الأداء والتقويم في جامعتنا
رابعا:  التوسع في برنامج تبادل منح الطلاب بين الجهتين.
خامسا: مد الجسور المعرفية الدائمة بين جامعتنا والجامعات  العالمية في برامج تطوير العلوم الطبيعية التطبيقية وخاصة في علوم الفيزياء والرياضيات.                 
سادسا:  الأستفادة من السجل التأريخي الطويل للجامعات  العريقة في أوربا في تطوير الجامعات حتى لانقع في أخطاء فادحة وقعت فيها الجامعات العالمية أثناء التطوير ليتم تجنبها وأختيار النموذج الأفضل.
سابعا: اذا قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنفيذ  شراكة موسعة مع الجامعات لابد أن تكون هناك منهجية تنسيق بين الجامعات العراقية حتى لاتتكرر الشراكة وتنحصر في جامعات محددة.


ان آلية عمل التوأمة تتلخص باعتماد عدد من الآليات الكفيلة بتحقيق تلك الخطط ومنها تحديد الجامعات العالمية المرموقة والمعاهد ومراكز البحوث العالمية المتقدمة واجراء التصنيف لها واعداد قاعدة بيانات لمختلف الجامعات والمعاهد ومراكز المعرفة الأنسانية العالمية والتقنية والأتصال بالمؤسسات العلمية العالمية وذلك بالتنسيق مع الكليات ذات العلاقة وحصر حاجات الكليات والأقسام الى التعاون العالمي والتقني وأولوياتها بالتنسيق مع الكليات بالأضافة الى حصر حاجات برامج التطوير في الجامعة الى التعاون العالمي وتسهيل اجراءات تبادل الزيارات بين الجامعة والمؤسسات عن طريق تسهيل اصدار التأشيرات والتذاكر والأقامة واعداد عقود الخدمات والمشاريع للتوقيع بين الجانبين ومتابعتها بالتنسيق مع الكليات ذات العلاقة ورفع تقارير دورية لرئاسة الجامعة عن سير عقود الخدمات والمشاريع البحثية
كذلك تطرق المحاضر الى الآلية في اختيار الجامعات العالمية من أجل التوأمة منها :
أولا: الأستئناس بتصنيف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي      العراقية بالجامعات المرموقة.                   
ثانيا: التصنيفات العالمية لتلك الجامعات.
ثالثا: تحديد ماذا تريد الجامعة من تخصص دقيق كاقامة علاقة وشراكة مع جامعة ما


وفي الختام بين المحاضر الخطط المستقبلية في تعزيز شراكات الجامعة مع تظيراتها من الجامعات العالمية من حيث سعي الجامعة الى عقد شراكة مع العديد من الجامعات الرصينة والمعترف بها حيث سبق لكليات وجامعات عراقية عدة أن أبرمت في السنوات الماضية مذكرات تفاهم للتوأمة مع نظيراتها في بلدان متعددة كالولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والمانيا وكندا وبريطانيا وشملت اختصاصات علمية مختلفة منها طبية وهندسية ومصرفية وفي مجالات ادارة الأعمال ودراسات البترول والتخطيط كما بحثت كليتا الهندسة بجامعة بغداد وجامعة سوين برن الأسترالية مشروعا لتوأمة قسمي الهندسة المدنية في الكليتين على مستوى توحيد المناهج الدراسية والأمتحانات ودعم التعاون العلمي وتبادل الخبرات بين القسمين وأن هنالك لجنة عراقية قد أجرت اتصالات مع أكاديميين في جامعة سوين بورن لمناقشة ترتيبات ومتطلبات المشروع ووضع الخطط والأجراءات الكفيلة لضمان نجاح تجربة التوأمة حيث أن التواصل والأنفتاح على الجامعات العالمية المرموقة علميا يعتبر أحد أهم الأهداف التي تسعى الجامعة الى تحقيقها لدعم العملية التعليمية والبحثية في العراق بما يصب في رفع كفاءة وخبرة الكوادر التدريسية والأرتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة وتمكينهم من الحصول على شهادات تخرج معتمدة دوليا وانه لأمر جيد أن تكون هناك مشاريع جديدة للتوأمة بين جامعتنا والجامعات المعروفة برصانتها لأننا بحاجة الى الأكثار من هكذا مشاريع تعمل على تطوير أداء ونشاط مؤسساتنا التعليمية التي عانت طيلة العقود الماضية من قلة الأحتكاك بنظيراتها في الدول المتقدمة ونلاحظ الأن تقدما مضطردا لتقليص الفجوة العلمية والأرتقاء بمستوى جامعتنا العريقة للمستوى المرموق الذي يليق بها وبمستوى التعليم العالي   بشكل عام.  

IhcoeduAuthor posts

Avatar for ihcoedu

كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) - College of Education for Pure Science (Ibn Al-Haitham)

Comments are disabled.