نظم قسم الكيمياء في كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) ورشة عمل بعنوان (الثقافة التنظيمية و علاقتها بالابداع الاداري لدى عمداء الكليات و معاونيهم في جامعة بغداد) حاضرت فيها التدريسية في القسم م.م. زينة حمودي حسين على قاعة المرحوم أ.د. فهد علي حسين .
وهدفت ورشت العمل الى عرض و مناقشة دراسة قامت بها التدريسية حول حاجة المؤسسات التربوية الى وجود القائد الاداري المبدع وكذلك توافر الاجواء الايجابية التي تسودها الثقافة التنظيمية في هذه المؤسسات فضلاً عما تشكله هذه المتغيرات للبحث من اهمية ودراسة لتحسين الاداء وسير العمل الاداري والتربوي وتحقيق الاهداف.
واشارت المحاضرة الى ظهور العديد من التغيرات والتحديات الكثيرة التي تواجه المؤسسة التربوية في وقتنا الحالي والتي بدورها تحتاج الى قائد مبدع يستطيع ان يواجه هذه التحديات بنجاح ويتوصل الى حلول ومقترحات مبتكرة ازائها حيث تعتبر الثقافة التنظيمية الظاهرة الاكثر تأثيراً على سلوك القادة والعاملين على حدٍ سواء في المنظمات على مختلف انواعها بعدِها العامل المؤثر والمساعد على تحقيق الكثير من المهارات والأعمال التي تحقق اهداف هذه المؤسسات التربوية والتعليمية.
ولقد حظي موضوع الثقافة التنظيمية للمؤسسات في الآونة الاخيرة باهتمام كبير على اعتبار ان ثقافة المنظمة من المحددات الرئيسة لنجاح المنظمات او المنظمة وتركيزها على القيم والمفاهيم التي تدفع اعضائها الى الالتزام والعمل الجاد والابتكار والتحديث والمشاركة والعمل على جودة وتحقيق الخدمة وتحقيق ميزة تنافسية.
ويُعد الابداع والتفكير الابداعي من اهم الاهداف التربوية المعاصرة و العميد فيها الركن الأساس وهو حجر الزاوية وبه تنطلق الكليات نحو الابداع والتميز اذ ان الابداع الاداري اصبح محصلة لعوامل متعددة لا يتحقق من دونها يأتي في مقدمة هذه العوامل المؤثرة الثقافة التنظيمية، وبما ان القائد الاداري التربوي المتمثل بعميد الكلية ومعاونيه هم اول ما يسعون الى تحقيقه هو القدرة على امتلاك ابداع اداري ملائم ومناسب في ادائهم وعملهم اليومي فضلا عن تطوير مهارات وامكانيات العاملين وتحقيق مقومات الابداع الاداري لديهم فلابد من تهيئة سبل ومتطلبات البيئة والثقافة التنظيمية المناسبة والملائمة لذلك.
وبينت المحاضرة ان عميد الكلية ومعاونيه يعدون قادة إداريين وتربويين مؤثرين في العملية الادارية والتربوية ، فلم يعد الأمر ينحصر على ادارة شؤونهم الادارية والفنية في كلياتهم فحسب بل تعدى ذلك الى جميع مفاصل العمل الاداري والتربوي والاكاديمي وغيرها، وهو ما يتطلب قدرة اكبر على الابداع والابتكار الإداري لديهم ، فمن هنا تنبع اهمية دور العمداء والمعاونين لهذه الكليات في تفعيل مفهوم الابداع الاداري فضلاً عن اهمية الثقافة التنظيمية الداعمة والمساعدة لذلك، وهو ما يبرر لنا في ان هنالك ارتباطاً حيوياً ما بين الثقافة التنظيمية واهميتها في تحقيق الابداع الاداري للعمداء والمعاونين.
واستنتجت الباحثة من خلال دراستها مايلي :
1- وجود اجواء جيدة من الثقافة التنظيمية تسود المناخ العام في كليات جامعة بغداد.
2- عمداء الكليات ومعاونيهم هم بدرجة جيدة في الابداع الاداري وهو ما يبرر بأنهم في حالة احتياج لتعزيز قدراتهم بشكل اكبر.
3- كلما كانت الثقافة التنظيمية السائدة بشكل مُرضٍ وجيد كلما اثرت على العطاء والابداع في العمل والعكس هو صحيح.
4- أن مثل هذه المفاهيم اكثر ما تكون الى الحاجة للدعم والتعزيز من أجل ديمومتها، أذ إن إهمالها أو التقليل من شأنها ينعكس على ضعف العطاء والأداء لهذه المؤسسات والقيادات.
هنالك نتائج اظهرت حالة من الارتياح والهدوء النسبي الذي انعكس على اداء العمداء ومعاونيهم وهو ما يؤشر الى عامل مهم وهو الوضع الامني المستقر نوعاً ما وماله من انعكاسات على العمل والضغوط النفسية والعديد من المؤشرات الأخرى.
واوصت الباحثة من خلال دراستها بما يلي :
-
المحافظة على الجو السائد والثقافة التنظيمية الجيدة من قبل القيادات الادارية العليا (( العمداء والمعاونين)) والعمل على تكريسها وتعزيزها لديمومة العطاء الأفضل.
-
الدعم المتواصل لقدرات العمداء والمعاونين في ادائهم الاداري والتربوي وما يتعلق بالإبداع لديهم.
-
الانفتاح على المؤسسات الأخرى عربياً وعالمياً للاستفادة من خبراتهم في مجال ادارة هذه المؤسسات التربوية وما يتعلق بالإبداع الاداري خدمة لأهداف المؤسسة.
-
اعادة النظر بالبنية والهيكل التنظيمي للمؤسسات (الكليات) وبما يتماشى مع الثقافة التنظيمية الملائمة والجيدة لهذه الكليات.