نظم قسم الفيزياء في كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) ندوة توعوية بعنوان (البوليمرات و ظاهرة الانتشار الحراري من والى البوليمر) حاضر فيها التدريسي في القسم (أ.م.د. عبد الحميد رحيم الصراف ) على قاعة المناقشات في القسم بحضور عدد من تدريسيي الكلية و طلبة الدراسات الاولية و العليا فيها.
وتهدف الندوة الى التوعية حول استخدام المواد البوليميرية المتمثلة في الاواني و الاكياس و غيرها في حفظ وخزن المواد الغذائية و الطبية التي تدخل في حياتنا اليومية والية التفاعل معها.
واستهلت الندوة بالاشارة الى الغزو الكبير لأواني البلاستيك لأسواقنا وراحت تنافس نظيراتها من الزجاج والفخار والألمنيوم، ودخلت بيوتنا، بل مطابخنا من أبوابها الواسعة وعن «طواعية» منا، وأضحت ضرورة لا محيد عنها ومادتنا الأساسية لتخزين مأكولاتنا الغذائية، ورغم نتائج الدراسات الخطيرة التي توصلت إلى أن استخدام هذه المادة في صنع أواني لحفظ واستهلاك المأكولات يعرض المستهلك لمضاعفات صحية، فقد ازداد التهافت على اقتناء مقاعد وطاولات وأكواب وأطباق وعلب بلاستيكية بكافة الأشكال والأحجام والألوان لسهولة استخدامها والتخلص منها من طرف ربات البيوت، خاصة في الأعراس والمناسبات، حيث تمكنهن من توفير ثمن شراء أو كراء أواني أخرى، وتجنبهن عناء تنظيف الأواني التي تستخدم عادة لهذا الغرض، كما أنهن تجدنها مناسبة بالنسبة للصغار الذين عادة ما يكسرون الأطباق والأكواب الزجاجية، بل وحتى النساء العاملات يجدن فيها الوسيلة الأنسب لحفظ الأكل والاحتفاظ بدرجة سخونته.
ومنها منتوجات بلاستيكية تصادفك حتى في المطاعم وآلات تقديم المشروبات، وخاصة منها الكؤوس لتقديم المشروبات الساخنة، رغم أن تفاعل البلاستيك مع المواد الغذائية الساخنة يشكل خطرا، لأن درجة حرارتها المرتفعة تتسبب في تحلل بعض مكونات البلاستيك ليتناولها المستهلك مع المشروب، وينتج عن
ذلك تسمم غذائي بفعل تفاعل الغذاء أو المشروب الساخن مع المواد الكيميائية السامة، والأدهى أن تراكمها في جسم الإنسان يؤدي للإصابة بالسرطان على المدى البعيد، فالمصادر الطبية تفيد بأن كل المواد البلاستيكية المستخدمة في حفظ الأغذية تصنع من البوليمرات ومعظمها من صناعة النفط، ونسبة خطورتها ترتبط بقوتها وبنوع البولمر المستخدم في صناعتها، وهنا تظهر خطورة البلاستيك في مدى التزام التصنيع بالمواصفات، والتخزين والاستهلاك بالشروط الصحية.
عموما إن تزايد استهلاك هذه المنتجات الشفافة، وتزايد الدراسات التي تدق ناقوس الخطر، دفع كبريات الجهات العلمية في العالم إلى المطالبة بالتوقف عن الاستهتار بحياة الإنسان، وبضرورة سن تشريعات قانونية تحدد بصرامة كيفية التعامل مع هاته المواد البلاستيكية الخطيرة، والتي تتسبب بحدوث أضرار جسيمة على البيئة وعلى صحة الإنسان العامة، مع دعوتها إلى ضرورة إنجاز دراسات وطنية لتوعية المستهلك، وتكثيف الجهود الإعلامية عبر القيام بحملات توعية في صفوف المواطنين، لتوضيح كيفية التعامل مع المنتجات البلاستيكية بشكل عقلاني، وعدم تجاوز الاستعمال الواحد لبعضها وفق الأرقام والرموز التي تحملها. ويبقى الحل الأمثل لإعادة استخدام المواد البلاستيكية
التي تكون صالحة للاستخدام لمرة واحدة، هو تدويرها وإعادة تصنيعها في أدوات أخرى كبعض المستلزمات الكهربائية والطاولات والكراسي البلاستيكية.
وخلصت الندوة الى التوصيات الاتية :
-
دلت الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة على أن معظم أنواع الأدوات البلاستيكية التي تستخدم في الحياة اليومية من «كؤوس» و»صحون» و»قنينات بلاستيكية» و»قنينات للأطفال الرضع» وكذلك «الأكياس البلاستيكية».. يمكن أن تشكل خطراً على صحتنا وعلى البيئة، إذ تسبب صناعتها وحرقها تلوثاً بيئياً كبيراً، والأخطر أن استعمالها على المدى الطويل بصفة متكررة ويومية يسبب أمراضا كثيرة من بينها «السرطان»، وهذا راجع لبعض المركبات الكيميائية التي تتسرب من البلاستيك.
-
أن استخدام الأكياس البلاستيكية خاصة السوداء في تعبئة السلع الغذائية يشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلك، بسبب تصنيعها من النفايات البلاستيكية الملونة بعد أن يضاف إليها الكربون الأسود «المسرطن» ومواد كيماوية خطيرة أخرى .
-