نظم قسم علوم الحياة في كلية التربية للعلوم الصرفة ابن الهيثم ندوة بعنوان (الأهمية البيئية للمايكورايزا) حاضر فيها تدريسيا القسم (أ.م. د. ثامر عبد الشهيد محسن و أ.م. د. سميه نعيمة حوار) على قاعة الندوات في القسم.
وتهدف الندوة الى التعريف بفطريات الجذور (Mycorrhiza ) واهميتها.
واستهلت الندوة بالتعريف بمصطلح المايكورايزا Mycorrhiza حيث تتكون هذه الكلمة من شقين Myco تعني فطريات وRhiza وتعني جذور أي ( فطريات الجذور ) وهي علاقات تبادل منفعة عالية التطور بين فطريات التربة وجذور النباتات والتي تحتل جذور حوالي 80% من أنواع النباتات وتوجد في جميع ترب النظم البيئية. وأول من وضع هذه التسمية العالم الهولندي Frank سنة 1885 ثم تطور مفهوم هذا المصطلح ليصف العلاقة التعايشية المشتركة التي تحصل مابين جذور النباتات الراقية مع فطريات التربة غير الممرضة لأنه في هذه العلاقة يتم التبادل بين الفطر والنبات لبعض المركبات والعناصر التي يتم الاستفادة منها في النمو والتكاثر لكلا الشريكين ، وتوجد في معظم النباتات الأرضية حيث توجد فيما يزيد عن مليون نوع نباتي.وتعتبر أهميتها بالنسبة للجذور كأهمية التركيب الضوئي للأوراق يعتبر الشكل المورفولوجي للميكوريزا أساسا في تقسيمها لمجموعتين رئيستين هما الميكوريزا الخارجية والداخلية وتقسم هذه الأخيرة إلى عدة أقسام .بعض الفصائل النباتية اختيارية التعايش مع الميكوريزا الداخلية أو الخارجية ،تعود فطريات المايكورايزا إلى شعبة Zygomycota ، اما التصنيف الحديث فوضعت في شعبة جديدة اسمها Glomeromycota تضم هذه الشعبة 14جنسا من فطريات Arbuscular mycorrhizal fungi اكبرها جنسGlomus الذي يضم 53% من الانواع الموصوفة من فطريات Arbuscular mycorrhizal fungi والبالغ عددها تقريبا 200 ، تنتشر فطريات المايكورايزا في كل أنواع الترب وفي مدى واسع من النظام البيئي يمتد ليشمل البيئة الصحراوية والاستوائية و بيئة الغابات و البيئات المائية و كثيراً ما تتواجد فطريات المايكورايزا في التربة الغنية بالعناصر المعدنية والمادة العضوية وتكون كثافة الفطر أكبر في النباتات النامية في المناطق المعتدلة وهناك أدلة قليلة حول إمكانية تكوين مستعمرات مايكورايزية في الترب الجافة، وتنمو أيضاً في المزارع المائية والترب الغدقة .
وبين المحاضران ان الميكوريزا الشجيرية متعايشات حيوية التغذية إجبارية أي أنها غير قادرة على الحياة دون النبات العائل الذي يزودها بالكربوهيدرات لفطر المايكورايزا وظائف عدة ومهمة للنبات و للتربة وللبيئة أو للأحياء المجهرية النافعة الأخرى والتي تعيش معها في التربة ، فالمايكورايزا تعمل على تحسين تركيب و خواص التربة من خلال إحداث التغيرات الفيزيائية والكيميائية والبايولوجية بواسطة افرازها مادة الكلومالين Glomalin وهذه تعد من المركبات البروتينية التي تعمل على لصق دقائق التربة فيما بينها أضاف كما ان 80% من هذه المادة تعمل على لصق الغزل الفطري بدقائق التربة، كذلك وجد ان هناك مركبات أخرى تفرزها المايكورايزا تعمل على تحسين تركيب التربة مثل مركب Polysaccharides الذي يساعد في لصق دقائق التربة مع بعضها البعض مما يزيد من قابليتها للاحتفاظ بالماء .
ان هايفا فطر المايكورايزا تتشابك مع جذور العائل وتكون هيكلاً معقداً يعمل على مسك حبيبات التربة، كما ان حبيبات التربة الناعمة تتجمع بفعل المركبات العضوية التي تفرزها الخيوط الفطرية والجذور اذ تعمل هذه المركبات على لصق دقائق التربة الناعمة فيما بينها مكونة حبيبات خشنة ، ومن جهة تجعل من التربة بيئة مناسبة لنمو الأحياء المجهرية الأخرى.
للمايكورايزا دور مهم وكبير في تجهيز النباتات بالمغذيات الكبرى كالفسفور ، النتروجين ، الكبريت وبعض العناصر الصغرى مثل النحاس والزنك ، للمايكورايزا دور إيجابي في العديد من النشاطات الفسلجية للنبات خاصة التي تتعلق بتغذية بالفسفور والعناصر الصغرى حيث انها تمكن هذه النباتات من امتصاص الفسفور أضعاف ما تمتصه النباتات غير المصابة بفطر المايكورايزا. أن امتصاص الفسفور من قبل الفطر يتم بعدة آليات منها إفراز أنزيم Phosphatase من قبل خيوط الفطر الذي يعمل على إذابة الفسفور العضوي وتحويله إلى صور جاهزة للامتصاص من قبل النبات وكذلك إفراز Hydroxy acids الذي يعمل على مسك عناصر الكالسيوم والحديد والالمنيوم تاركاً عنصر الفسفور ذائباً في محلول التربة وتعمل فطريات المايكورايزا أيضاً على زيادة نشاط البكتريا المذيبة للفوسفات نتيجة لعلاقة تبادل المنفعة هذا بدوره يؤدي إلى زيادة تركيز الفسفور الذائب في محلول التربة .
لفطر المايكورايزا دور كبير ومهم في تقليل الإصابة بالمسببات المرضية التي تنتشر في تربة الجذور وقد فسّر كثير من الباحثين دور المايكورايزا من خلال آليات عدة توضح طريقة الحماية التي توفرها للعائل النباتي الذي تستعمره إحدى هذه الآليات تتمثل في إحداث المنافسة بينها وبين المسببات المرضية التي تنتشر معها في التربة وتكون هذه المنافسة على المركبات الكيميائية التي تفرز من قبل النبات وعلى المادة العضوية ومن الآليات الأخرى لحماية النبات والتي توفرها فطريات المايكورايزا هي السيطرة على الكثافة السكانية للأحياء المسببة للأمراض من خلال المنافسة على مواقع الإصابة في جذور نبات العائل حيث تأتي المنافسة نتيجة الكثافة العالية لخيوط الفطر التي تستعمر نسبة كبيرة من المجموع الجذري مقارنةً بالأحياء الأخرى المرضية.
والجدير بالذكر أن هناك العديد من الاجراءات التي تقلل من تواجد ونشاط المايكورايزا منها:
1-هناك العديد من الممارسات الزراعية تؤدي الى تأثير سلبي على نشاط المايكورايزا مما يضعف تأثيره الايجابي على النباتات. وتشمل هذه الظروف والممارسات، الاستخدام العالي للأسمدة والمبيدات الكيماوية، الحراثة الكثيفة والعميقة التي تؤدي الى تدمير شبكة خيوط الفطر وتقليل فعالية الفطر كمخصب حيوي
2- انجراف التربة مما يزيل المادة العضوية المهمة في نشاط الفطر.
3-تقليل الاراضي الزراعية نتيجة للنشاط العمراني وزيادة المدن على حساب الاراضي الزراعية
4- رمي النفايات السامة الناتجة من المصانع والمعامل على الاراضي الزراعية