نظم قسم الكيمياء في كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) دورة تدريبية حاضر فيها تدريسيات القسم ( م.د.رويدة سمير سعيد, أ.م. هناء غالي عطية, م.جميلة كاظم طاهر) على قاعة المرحوم (أ.د. فهد علي حسين) و استمرت ليومين متتاليين.

وتهدف الدورة الى التعرف على اهمية اعادة تدوير النفايات وكيفية التخلص من مشكلة كبيرة جدا وهي تلوث البيئة وكيفية التعامل مع المخلفات والتقليل من تأثيرها في البيئة العراقية حيث أجمع المختصين في هذا المجال بأن العراق يمر الآن في أخطر مرحلة ناتجة عن تلوث البيئة وكثرة الاوبئة والامراض الفتاكة نتيجة عدم التدوير الصحيح للمخلفات ومعالجة النفايات خصوصاً بعد انتشار الامراض السرطانية بشكل كبير .

واشارت المحاضرات الى ان النفايات تشكل مشكلة بيئية قائمة بذاتها لأنها تؤدي إلى تلوث البيئة , إذا لم يتم إعادة تدويرها والاستفادة منها بدلا من أن ترمى بشكل عشوائي, كما يحصل عندنا حاليا حيث ترمى القمامة على جوانب وحواف الطرق الرئيسية والفرعية , وكذلك في الأراضي الزراعية, أو أن تنقل إلى مكب عام للقمامة ليتم تجميعها ومن ثم طمرها دون معالجة ولقد لجأت بعض الدول إلى استخدام أساليب تقنية حديثة للاستفادة من النفايات وهي اعادة التدوير ويقصد بها هي عمليات عديدة مترابطة بعضها ببعض , تبدأ بتجميع المواد التي بالامكان تدويرها ومن ثم فرزها حسب انواعها لتصبح كمواد خام صالحة للتصنيع, ليتم تحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام .

وبينت المحاضرات ان أهم النفايات القابلة للتدويرهي الحديد والألمنيوم والورق والزجاج والخشب والبلاستيك ، اذ تكمن أهمية إعادة تدوير النفايات في العديد من الجوانب مثل :
1- الجانب البيئي : تساهم عملية إعادة تدوير النفايات بشكل أساسي في التقليل من نسبة التلوث بأنواعه, عن طريق تخفيض تراكم النفايات التي تساهم بشكل كبير في تلوث البيئة بسبب إصدار الغازات الملوثة والعناصر السامة إلى الهواء, والمياه, والتربة, عدا عن دورها في التقليل من الضغط عن أماكن تجميع ودفن النفايات (مكبات النفايات,) وبالمجمل تساهم عملية إعادة تدوير النفايات في
تخفيف أثر النشاط الإنساني على كوكب الأرض.
2- الجانب الاقتصادي: تلعب عملية إعادة تدوير النفايات دوراً مهماً في تخفيض النفقات الاقتصادية ومساعدة الدول على مواجهة التحديات المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الخام مثل النفط والفحم, حيث
يمكن التقليل من الاعتماد على استيراد الموارد الأولية الخاصة بالعديد من الصناعات, وبالتالي 
التقليل من تكلفة الإنتاج نتيجة انخفاض فاتورة الضرائب, والرسوم الجمركية, وأقساط التأمين, والنقل , وفي بعض الأحيان قد يتم الاستغناء عن مكبات النفايات واستغلالها في استثمارات ومشاريع أخرى تعود بالنفع على الفرد والمجتمع ولأجل الوصول الى معالجة وحلول ناجحة لادارة سليمة للنفايات ومن شأنه ان يجنب العراق من كارثة بيئية في المستقبل هناك مقترحات عديدة :
1- توعية الناس حول أهمية عملية التدوير, مثلاً إن بعض النفايات عندما تتحلل تؤدي إلى تسرب المواد السامة التي تحتويها إلى التربة والمياه الجوفية والسطحية, وبالتالي تلوث المياه والتربة التي
هي أساساً مصدر للطعام والمنتجات الغذائية المزروعة, والماء الذي هو مصدر للشرب والري, ناهيك عن الغازات الملوثة التي تنبعث منها والروائح .

2- ويقترح أن يتم توفير حاويات صغيرة أو أكياس ذات علامات أو ألوان مختلفة لفرز النفايات في المنازل حتى يصبح الفرز أمراً يسيراً وسهلاً , ولا يصح أن نتحدث عن الفرز ونحن لا نوفر الأدوات اللازمة لإنجاح هذه العملية , حتى تتكون لدى الأفراد فكرة الفرز, وأعتقد هذه مسؤولية امانة بغداد . فمعظم أصحاب المنازل يقومون برمي النفايات في حاوية واحدة في المنزل, ومن ثم تنقل هذه النفايات بالكيس البلاستيكي الأسود إلى الحاويات الموجودة خارج المنزل.

IhcoeduAuthor posts

Avatar for ihcoedu

كلية التربية للعلوم الصرفة (ابن الهيثم) - College of Education for Pure Science (Ibn Al-Haitham)

Comments are disabled.